بإعتقادي مازال هناك سببان يمنعان المرء من الأكل عند الناس:
الفقر والكرامة
فالانسان لا يسمح ان يرى الناس فقره رغم ان الفقر لا يمكن اخفاؤه ولكن الكرامة تتدخل وتجعل الفقر مخفياً.
فمازالت عادة عدم الاكل عند الناس قائمة بين الناس,, الاغنياء ليسوا في حاجة لبعضهم البعض فاذا زار احدهم صديقه يضطر المضيف ان يلزم ويلح ويحلف حتى يقبل صاحبه الانضمام الى مائدته, فرغم الثراء ورغم توفر الطعام في عصرنا الحالي الا ان كرامة الناس مازالت مربوطة بالطعام, فصديقك يمكن ان يطلب منك سلفة لشراء سيارة او لشراء بيت اوحتى لشراء ملابس ولكن لا يمكن ان يطلب منك سلفة لشراء الطعام, فالطعام مادة اساسية ألم تكن هي الاساس في الحياة, فبغض النظر عن ثراء المرء او فقره اذا اقترض مالا من اجل شراء الطعام سوف يناله الاحتقار مقرونا بالشفقة، لذا نلاحظ ان الشحاذين المحترفين يتلاعبون بهذه العاطفة ويستغلونها احسن استغلال,,
فالانسان يبدو بطبعه الذي خلقه الله به لا يمكن ان يرفض تزويد إنسان اخر بالطعام,, اي انه لا يمكن ان يرفض ان يمد أخاه الانسان باسباب الحياة كأنما هو ينقذه من مأزق خطر,, فالطعام بنفس هذا المستوى ان لم يكن اعمق بكثير لارتباطاته الثقافية بالعبودية والاذلال والسيطرة,
ولكي تعرف الفرق الدقيق بين الانسان الكريم والانسان البخيل,, انظر اليه في مسألة الطعام, طب عليه فجأة ولاحظ ما يأكله وما يأكله اولاده, هل يأكل من خيار الطعام في السوق ام من فضلته.
ومن ارتباطات الطعام ايضاً هو التدافع على الحساب عند الشلل والجماعات ,يمكنك ان تذهب الى اقرب مقهى او مطعم وان تراقب مجموعة من الناس عند نهاية الجلسة, من الطبيعي ان ترى شكلا من اشكال التخاصم والتدافع والتسابق على دفع الحساب ولكن هناك مستويات من الاندفاع.
1- هناك من ينتزع محفظته من جيبه ويصر على دفع الحساب.
2- وهناك من يخرج محفظته من جيبه ويطالب بدفع الحساب.
3- وهناك من يدخل يده في جيبه ويقترح ان يدفع الحساب.
4- وهناك من يضع يده على جيبه ليدفع الحساب اذا فرضته الظروف عليه.
5- وهناك من يغرق في السكون والصمت حتى تسوى مسألة الحساب.
حدد اصدقاءك حسب هذه المعايير وستعرف من هو الكريم ومن هو البخيل.