لم ارى صديقي بهذا الحال يوما ... بقلمي...

السلام عليكم
هذه احدى القصص التي عشتها و بلورتها نثرا هذه المرة و ليس شعرا كما اعتدتم

اليوم الأول:

لم أرى صديقي بهذا الحال يوما فكأنه نسي كيانه أو ما شابه ، لم أرى صديقي بهذا الحال يوما فكأنه لا يعرف من هو أو ما اسمه ، كأن شيء قد دخل عقله فخربه ، أو استوطن قلبه فعمره ، بدأت ألحظ تصرفاته الغريبة منذ اليوم السابع عشر من أيلول اثنان وتسعون تسع مئة وألف كتاريخ مزعوم ، عند صديق محبوب وعندي مذموم ، كان صديقي كمنزل بني مقلوبا رأسا على عقـــب

أو كقط ينبح ، ولكن منذ ذلك التاريخ أصبحت أراه كمنزل معتدل لم يبنى له مثيل ، أو ككلب يموء إن رأى خليل ، لم أصدق عيناي

، فحاولت التصديق بعقلي، لكني كنت أسمع في داخله طنين ذباب بدل نغم الناي، ترى هل هذا توأم صديقي ؟ (سألت نفسي)، بالطبع لا فلا توأم له وأنا الذي أعرفه أكثر من أمه حتى، هل هو مستنسخ صديقي ؟ (سألت نفسي مرة أخرى ) بالطبع لا فلا شيء

مثل هذا البتة، إذا ما الذي حدث لصديقي ؟ سؤال كان لابد أن أجد له جوابه ، لم أقعد لحظة واحدة أتساءل عن الذي حل به ، بل شرعت مباشرة في البحث ولم تكن خطوتي الأولى سؤال صديقي عن سبب تصرفاته الغريبة تلك ، فقد كنت أعلم أنه سيقول :" أنا في أحسن أحوالي يا خليلي " وبالطبع لا ولن أفهم شيئا مما كان سيقوله ، وببساطة كانت الخطوة الأولى أن أعزمه للأكل ومن ثم أستقطف من حديثه الفاكهة التي شغلت باله ، ولكن ويا عجباه ْ، الشره محب الأكل الذي يعجز الفأر عن منافسته (أقصد صديقي طبعا ) قد رفض طلبي ، واكتفى بقولٍٍٍ جاء معناه في :"... أنا جائع وقد شبعت طعاما ولم أظمأ..."، وكان ردي :"...؟..." مستغرب، ما الذي لم يظمأ منه صديقي ، فشلت الخطة الأولى ، انتقلت لخطة بديلة بعد ما كنت سأفقد أعصابي وأنا الهادئ دوما .

اليوم الثاني:

كانت خطتي الثانية أن أتتبع صديقي خلسة خطوة فخطوة، في اليوم الموالي ليوم التاريخ المزعوم ذاك، قصدت المدرسة كباقي التلامذة عدا صديقي، فقد كان معتادا في الوقت المبكر الذي أذهب فيه للمدرسة متمسكا بفراشه بأسنانه كي لا تنزعه أمه منه.

ها قد وصلت إلى مقصدي (المدرسة)، ماذا ؟ هل مازلت نائما ؟ فليقرصني أحدهم ؟ ما الذي يفعله هنا في هذا الوقت المبكر؟ (أقصد صديقي )، في تلك الأحيان كنت أرى صديقي على غير عادته، وكأنه استيقظ قبل الطائر الصياح ( الديك)، ومما كان يجري في ذلك الوقت ترامى في ذهني تفسير مضروب في العدد اثنين (أي تفسيرين):

الأول هو أنني قد جننت أو أنني مازلت نائما ، والثاني هو أن برغوثا قد دخل عقل صديقي ، ذهبت مباشرة نحو الأخير ( صديقي) وكنت أكلمه فقلت :" صباح الخير"، قال :" مساء الخير "حينها شعرت وكأنه قد قال لي تصبح على خير ، المهم، باشرت الحديث معه ولكنني كنت كمن يحدث صخرة أو كمن كان أبكما لا يقوى على الحديث أو أن صديق أصبح أصما ، وهو الأمر الأرجح، بعد هنيهات أرى صديق يشير بأصبعه إلى شيء ما ، فما إن تلفتت حتى تبين لي أن الذي دخل عقل صديقي لم يكن برغوثا بل برغوثة

وأدركت أيضا أنه لم يظمأ "خبََا " حذفت نقطة حائه ، دفعته باتجاه البرغوثة فتاته ، رغم أني أعتقد أن ما كان يشعر به ما هو إلا نزوة مراهقة ، وأن الحب ذاك لا وجود له إلا في الأفلام ، وبقية القصة فيما تلا ذاك اليوم من أيام ...

طيب انا عدلتو قبلك

» صديقي الغالي عدنان .. بقلمي الورد الحلووو
» هل سمعت أذآنا بهذا الجمال
» تكلمت الحروف يوما فقال كل حروف ..