لك الثمن ولك الجمل!!!

بسم الله الرجمن الرحيم

رأيته بابتسامه وعينين تشعان بالحب...حضنته ولم أصدق عيني... هو هو بعد غياب طويل.. محمد منذ الطفولة حين كنا صغار كانت تشهد لنا الأيام لعب الكرة والمشاكسة في الحارات والالتقاء كل صباح عند طابور المدرسة ولا تسأل عن المزاح والضحك وأشياء أخرى...كبرنا وتفرقنا وكل راح في غياب...والآن نلتقي بعد سنين طويلة نراجع الذكريات....التقينا أخيرا وسرحنا في كلام طويل...كان يريد ان يعرف كل شئ عني وانأ أيضا...كانت جلسه فيها ود وفيها حديث اشتقنا لتبادله بعد عشر سنوات من الابتعاد... دردشنا دردشة طويل وفي قلب الحديث سألته هل تزوجت؟...أجاب بصوت بطئ متثاقل:بصراحة لا...أنت ابن الرابعة والثلاثين الآن!!!...نعم لكن تعرف أن أبي تزوج على أمي حين توفيت قبل عشر سنوات وتخلى عن أخواتي الصغار وأجلت زواجي منذ ذلك الحين حتى لا أتلهى عن تحقيق مطالبهم ...أنت تعرف كيف تكون امرأة الأب حين تكون غير رحيمة!!! وأبي سامحه الله تخلى عنا ... كادت عيني تذرف دمعا ...امرأة الأب اذا كانت سيئة مصيبة... قال بحزن:نعم مصيبة...ثم رحت أقول له:- أحسنت انك ضحيت من اجل اخواتك ....

سألته:هل تعرف قصة جابر؟؟...أجاب من جابر...ثم ضحكت قلت أبن ام جابر!!...ضحك هو الآخر....هو احد الصحابة استشهد والده وكان له أخوات صغار فتزوج من امرأه ثيب حتى تقوم بتربية أخواته والقيام بشؤونهم ...تخيل لم يتزوج يا محمد بفتاة عذراء لأنها قد تكون بسن أخواته الصغار فلا تحسن تأديبهم...أضاف :ثم ماذا؟؟...قلت كافأه الرسول صلى الله عليه وسلم فاشترى منه جمله العليل فقد كان لجابر جمل عليل وكان يركبه قافلا من أحد الغزوات فعرض عليه الرسول صلى الله عليه وسلم ان يشتري منه جمله فرضي جابر...وحين أعطاه الرسول صلى الله عليه وسلم ثمن الجمل وأراد جابر تسليمه للرسول صلى الله عليه وسلم،قال له عليه الصلاة والسلام:يا جابر لك الثمن ولك الجمل...انظر إلى إكرام الرسول صلى الله عليه وسلم لهذا الرجل لم يأخذ الرسول صلى الله عليه وسلم منه الجمل بل أعطاه المال والجمل تقديرا له على تضحيته من اجل أخواته .... يا الله ما أروع رسول الله صلى الله عليه وسلم...لم يدرسونا هذه القصص في المدارس!!!علق محمد ...أجبته :-نعم لم يدرسونا إياها ونحن الان نتدارسها بأنفسنا ونتأمل جمالها...سألني كيف لجابر ان يبيع شيئا للرسول صلى الله عليه وسلم فداه الآباء والأمهات !!...علقت لا هو لم يرضى في البداية لكن إصرار الرسول صلى الله عليه وسلم جعله يبيعه في النهاية....ثم انتبه يا محمد!!! ان تضحيتك بتأجيل زواجك من اجل رعاية أخواتك سيكون لك من الله مكافأة ان شاء الله...كان للقصة وقع كبير على محمد...حتى انا كنت كأني أقصها لأول مرة..اكملنا حديثنا انا وصديقي لكن علامات الدهشه ما زالت اثارها على وجهه من القصة ...همسني:اجمل قصة سمعتها في حياتي...قلت وانا ايضا وقصصه صلى الله عليه وسلم كلها بذات الروعة والجمال .... أما ترى عشنا القصه وأحداثها كأنا كنا هناك ...كأنا كنا نبارك لجابر الجمل ونغبطه على اجمل رفقة في الوجود...رفقته لسيد البشر فداه الاباء والامهات صلى الله عليه وسلم....


والقصة كما وردت في صحيح مسلم كالاتي...
حدثناه علي بن خشرم أخبرنا عيسى يعني بن يونس عن زكريا عن عامر حدثني جابر بن عبد الله بمثل حديث بن نمير
غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلاحق بي وتحتي ناضح لي قد أعيا ولا يكاد يسير قال فقال لي ما لبعيرك قال قلت عليل قال فتخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فزجره ودعا له فما زال بين يدي الإبل قدامها يسير قال فقال لي كيف ترى بعيرك قال قلت بخير قد أصابته بركتك قال أفتبيعنيه فاستحييت ولم يكن لنا ناضح غيره قال فقلت نعم فبعته إياه على أن لي فقار ظهره حتى أبلغ المدينة قال فقلت له يا رسول الله إني عروس فاستأذنته فأذن لي فتقدمت الناس إلى المدينة حتى انتهيت فلقيني خالي فسألني عن البعير فأخبرته بما صنعت فيه فلامني فيه قال وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي حين استأذنته ما تزوجت أبكرا أم ثيبا فقلت له تزوجت ثيبا قال أفلا تزوجت بكرا تلاعبك وتلاعبها فقلت له يا رسول الله توفي والدي أو استشهد ولي أخوات صغار فكرهت أن أتزوج إليهن مثلهن فلا تؤدبهن ولا تقوم عليهن فتزوجت ثيبا لتقوم عليهن وتؤدبهن قال فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة غدوت إليه بالبعير فأعطاني ثمنه ورده علي

يعطيك العافية يارمزي
يسلموا إيديك

يعيطك ألف عافية أخي رمزي ,,
عن جد يسلمو ايديك ,,,,,

يسلمو يا رمزي يا ملك
قصه معبره وحديث رائع اللهم صلي على سيدنا محمد
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
والله يعطيك الف عافيه